بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 مارس 2012

قصائد

مطر بلا أوسمة
محمود غانمي
مطر خفيف دافئ
مطر بلا أقنعة
بلا مجاملة بلا أوسمة
مطر على قلبي
ستعشوشب منه الكلمات .
صباحنا مطر
بلا قلق...
من السموات
 نحو الأرض
تنهمر الدموع كأنها وتر
على وتر
و من فرَحٍ بكاءُ سمائِنا
وتر على وتر
و ناي من بعيد
مثلما المطر الخفيف
يدندن النغمات في قلبي على وقع الحباب
تمَوْسقَتْ نغماته بالريح عانقها الحباب
لمن ستخضوضر هذي الأرض ؟
أم في أرضنا ثلج و شمس من غبار أو نثارْ
في أرضنا مطر بلا وطن
و كلّ مواطن له من رغيف الوقت أحزمة
على ظهرٍ تقوّسه المسافات
تضيّعه المتاهات
لمن تخضوضر الأرض اليباس
إذا بلادٌ كلّها شجن
إذا بلاد بلا زمن بلا وطن؟؟
ستغرقنا الدماء و لا نفيق من الذهول
و ينتفض الشّباب
غدا يثور الشّعبُ منتفضا على جلاّده
مثل الرّعود
لنا مواويل الكرامة
 بل رغيف الخبز ثورتنا
 و حلم شبابنا
من حلم أمّتنا
لها الآفاق قد رَحُبتْ
ستُشرق من مواجعنا الشّموس
و في سواعدنا الفؤوسُ
سنهدمُ الطّغيانَ
نقبُرُه.










جمهور القواعد...!
أيها الجمهور
القضايا تحلّ بسرعة هائلة
في غرف السرية المركزة
أيّها الجمهور قد عاقبوك
فاللعبة تدور دون جمهور
الرّاتب الشهري
و الملفّات الكبرى و الصغرى
تفتح في الظلام و تغلق في الظلام
دون اطلاع من الجمهور.
و الجمهور في رأيه مقهور
يا سيدي الجمهور
أنت مثل دبّابات دولتنا
تُعبّأ في الشوارع
 لتوازن الرّعب
و لتعديل ميزان القوى
بين جميع اللاعبين
اللاعبين الكبار
و نحن نظلّ صغار
يا سيدي الجمهور
الأرض مازالت كما كانت تدور














غزاة البلاد
غزاة البلاد                                                                     
يريدون إقصاءنا من مرايا البلاد  
يعودون من كوّة الليل العصيب إلينا...
على صهوة من حديد يطل الغزاة
فتبكي البحار
 و تهمي الرياحُ بكهف الجراح
و يمشي المحار
 بلا أغنيات  
***
تلاميذنا ينشدون حماة الحمى
  يحبّون خفقَ البنود 
يحبّون أوطانهم
 مثل حبّ الصغار الدّمى
تلاميذنا
بوصلات الزّمان الذي سوف يشرق
ذات انتصار
و يمحو بقايا انهزام الجدود
تلاميذنا المخلصون الأسود
***
دمائي مداد بحار البلاد
فمن يمنع البحر حين يموجُ ؟
و من يوقف الموج حين يهيجُ ؟
 لنا أغنيات الجنوب
جنوب لحدِّ الجنوب
و حين تشقّ علينا الحياةُ
نشقّ لنا جنّة في الدروب...
لنا حبنا في الفؤاد زرعناه منذ الصبا
و لكنّهم أفسدوا زرعنا
بفرض المراسيم دوما على فكرنا
هُمُ أفسدوا حبّنا للبلاد
فصار مشُوبًا ببعض الكساد
هُمُ شرّدونا إلى ما وراء البحار
 بمصّ الدّما
 و تجفيف ضرع الحياة لحدّ الممات .



تصوّرْ ...
مأساة شعــبي فوق ما تـتـــــصوّرُ         شعـــــبٌ يُغــيَّبُ عــقلُهُ و يُكَـوّرُ
لهفي على شعـبي تضعضع أمره          شعبٌ بأفيون الكُــراتِ مخـــــدّرُ
لم يستـــــــفقْ خدَرُ الرياضة هدّه          في كـــلّ يومٍ روحُـه تـــتكـــوّرُ
رغم الذي في أرضه من ثــــروة          شعْـب فـــقيــر جــائع يتــضوّرُ
الأرض عَـطشى عــــندنا لكنْ لنا         وطنٌ بتعـشيب الملاعب أخضرُ
 الشعْبُ يلهــــو في الملاعب تائها         و نــظـــنّ أنّ بلادنا تَــتطـــــوّرُ
 لا تحْـسَـبُـوا أحْـرارَ تُــونس أنّــنا         بخنوعنا و خضوعنا نتحــــــرّرُ

   




أحرار نغنّي لتونس ..!!
                                         محمود غانمي سيدي بوزيد - تونس
أيا تونسَ الشّعبِ ...
شاء لكِ الله أن تخرجي
من سجون الطّغاة
فدتك دماء الشباب
دماء الشّهيد...
هنيئا لكِ الفجر
فجر الضّياء
و فجر الفضاء الرحيب
لهذا الشّباب الحمام الطّليق
لهذا الهديل الحنين
لنا أن نغنّي
لحرّية الشّعب
حرّا طليقا بغير قيود
لنا أن نغنّي
بكلّ اللغات
لكلّ الجهات
غناء الطّيور
غناء العنادل
في قمّة عاليةْ
لنا أن نُعيدَ لنا بسمة الحالمين
بنور الشّموس
 لنا أرضنا حرّة و البحار
بحارٌ تثور إذا نحن ثرنا
بموج عتيٍّ يهزّ عروشَ الطّغاة .









حبّ بحجم البلاد

محمود غانمي
برغم جيوش الأعادي
أحبّ كثيرا بلادي
كثيرا كثيرا و فوق المدى
برغم جيوش الوشاة
و رغم الحصار
سأبقى أقول
و لو كان سرّا
و لو كان صمتا
أحبّ بلادي
و ذاك انتصاري
***
أحبّ بلادي
برغم الجنوب الذي في الجنوب
و رغم الجنوب الذي في الوسط
جنوب تنوء به الروح عطشى
جنوب المواويل
تعلو على ربوة عاليةْ
جنوب تموت الزياتين من جوعه واقفةْ
جنوب يموت به النخيل به واقفا في شموخ
***
أحبّ بلادي
أجوع و أعرى
و أمشي شريدا على جمرها
دونما جَزمةٍ
 ثمّ أبقى أقول
أحبّ بلادي
بلادي التي بين ذاك الشمال
و هذا الجنوب
تفنّدُ قولة خير الأمور الوسطْ
بلادي التي بين هذا اليمين و ذاك اليسار
تضيع بها وجهة للأمام
يحار بأيّ الجهات يطير الحمام
و تُنصَب فيها فخاخ لقول السلام
***
أحبّ بلادي
 برغم انسداد الأفقْ
أنا شمسها و الشّفقْ
أضيئ دروب الحياة بقلبي
بحبّي لشعبي
لأهزم هذا الوجود النفقْ
***
أحبّ بلادي
بلادي التي لست
من حزب حُكّامها
و لا حزب من عارضوه
***
أحبّ بلادي
أنا لم أخنها
و ما كان لي فاتنات سواها
بلادي التي ما عشقت سواها
إذا متّ يوما
ستسقي دمائي ثراها
 بلادي التي من ثراها
تكوّنتُ كوْنا
و في تربها سوف أفنى
أصير أديما لروح بلادي
بلادي التي في دمي
قد سرتْ
بلادي التي في فمي
 سُكَّرٌ اسمها .






تــونــس الـثّــورة... !!
محمود غانمي - تونس         

قـــــــد آن للظلماء أن تــــــتــبــدّدا
           و لِــتُـــونـسَ الخضراء أن تــتجدّدَا
الشّعــــــــــب قــرّر أن يبدّد خوفه           
 فالخــوف في قلب الشعـــوب تبدّدا
قد خلّص الشّعــــــب الأبــيّ بلاده          
  مِـن كلّ طاغية خلاصا سَـــرْمَـــدا
بلهـــــــــيب ثورتــنا و حَرّ دمائنا          
   صار الطّغــــاة شتاؤُهـم متــوقّـــدا
قد كان صوتُ الشّعــب زلزلة لهم           
 و على رقاب الظّالمين مهـــنّــــــدا
                               ما ضاع حــقُّ محــمّـد هــدرا فقـد
نصرت جموع الثّائرين محـمّــــــد                                
لمّا محــــــــمّـــدُ ثار ثورة غاضب           
 مــــدّت جموع الثّــائـرين له يـــــدا
هتَــــفتْ به روح الكرامة عــــاليا         
   فأَتتْ هُـتافات الشّعوب له صـــــدى
ثــارتْ أبـــــو زيـــدٍ على حكّامنا            
 فالـــبـــوعزيــزي للـشّـرارة أوقَــدا
ثارت أبــــو زيَّــانَ حتّى أشعَــلتْ          
  بلهــيـــب ثـورتها و بالــــدّم موقدا
ثارت بمــكــناسي كـــتائب عِــزّة          
رغـــم الزّمان لهــيـبها لن ينفـــدا 
أمّا الــرّقَــاب فــشدّدتْ في وعدها          
  مَـنْ آزرَ الـــــثّـــــوّارَ لن يتـــردّدا
في تـــالـة الأحرار شبّ لهــيـبهـا          
  فرصاصهم حصد الورى و الأكْـبُدا
و بثـــورة القـصريـن عمّت ثورة         
   كــلَّ البــلاد فـحــــرّرت من قُــيِّــدا
و ســرى إلى كلّ الــبلاد تعاطـفٌ         
   و تــآزرٌ فغـــــدا الــورى متَـــودّدا
جُــمِعَ اللهيب بثـــــورة فتوقّـّـدت          
   و تَـــوحّـدت وغـــدت لهـيبا واحدا
قـد حطّــم الــشّعـــبُ الأبيُّ قيوده          
   و سجُـــونــه ما عاد شعْــبا راكـدا
لم ينفع البولـــيس رغم رصاصه          
   فالـشّعـبُ ثـار على الطّغاة تمَــرّدا
الشّعـــبُ أقوى من رصاص غادر         
    مهما يكنْ ذاق الرّدى أو قُــيِّـــــدا
شَعْـبٌ يَســــيرُ إلى الحياة بغضْبةٍ         
    و بثورةٍ عَـــدَّى الرّدى وتجــلّـــدا
هذي جموع الثّـــائرين تحــــرّرت        
   رفَعتْ رؤوسًا للسّمَا و سَــواعـــدا
شَعْــــبي أزاح طـغاته من أرضــنا       
    و بثورة بلغ العُــــــلى و السُّــؤْدَدَا
شَعْــــبي تحرَّر من سجون طغاته          
  فَـمضى طـــليقا كالطّــيور مُـغــرّدا
شَعْبي يريد له الكرامةَ إذْ غَــــــدَا           
   لنشـيد عاصفة الكرامة مُــنْـشِـــدا
شَعْبي عزيزُ النّفْسِ حـــــرٌّ شامخٌ         
   لا يَرْتَضي إلاّ عُــــــطارِدَ مـقْــعــدا
كـــــــمْ حاولوا استعبادنا لكــنّــما          
   ضربَ الشّبابُ مع التّحرُّرِ موعـدا
جَــبروتُهم لم يُـثْــن زحْف شَـبابنا            
 نَحْــوَ الكرامة حين أصبح راشِـدا
لم يُرهِب القــــتلُ الشّنيعُ شبابَــنا        
     فشبابُنا نحو الشّهادة قـدْ عَـــــــدَا
زحـــفتْ جموعُ الثّائرين عَـليــهِـمُ      
       فالشّعب لم يخشَ التجبُّرَ و الرّدى
يــفْــدي الـــشَّــبابُ بلادَه بـدمــائه        
     صار الشّبابُ بموته رمْزَ الـفِــدَى
ستّـــونَ عاما والـبـــلادُ سجــيــنةٌ      
       تختارُ حـزبا واحـــــــــدا متشـدّدا
قد كان رغــم وجــوده في حكمــنا        
     للانــتخابات الــنّـــزيهـة فاقـــــدا
قَطَعُوا لسانَ الشّعــبِ غَيْرَ وشايةٍ        
      جُـعِــلتْ لـقَــوّادي نِــظامٍ مَــوْرِدا
قد أرْهَـــبوا الشّعبَ الأبِــيَّ بأمنهم       
      جعـلوهُ فـيه مــكْــبحا أو مِــقْــودا
و سطوْا على حقّ البلادِ و شعبِها       
      فـغَــدوْا بسطوتهم نــظاما فاســدا
في عهدِ حكْمِ عـــــصابة ســـرّاقةٍ         
    ذاقَـــتْ بلادي غُـــصّةً و شَــدائدا
ينْــفي الرّجالَ عن البلاد وأرضهم            
 كمْ تــونسيٍّ شــرّدوه فــأُبْـــعِــــدا
و يعـــاقِـبُ الإنسانَ عن رأيٍ يقـو           
   لُــهُ أو لِــفِــكْـــرٍ قــد رآهُ سائـــدا
سنةُ الشّباب خـديعة كبرى فقـــــدْ          
   قَـتَـــلوا شبابا يانعـا مثْــل النّــدى
و على جنوب الرّوحِ صبّوا نارهم         
    فـكأنّما كلّ الجنوب اسْــتُــشْـهِــدا
ما كان ظلمُ الشّعْــــبِ غلطة حاكمٍ          
   بَـلْ كان ظُـــلمُه للورى مُــتَـعَـمّـدا
 قدْ حاولوا تدجــيــن تونــسَ جامعا         
     تٍ أوْ مَـدارسَ للورى و معــاهــدَا
بِِـمَحَـاكم التّــفْـتِــيش روَّعَ شــعْـبَـــنا        
     بَلْ عَطّلوا دينَ الهدى و مساجدا
قد غَـــرّبوا شعْـــــبًـا بتـونس عندما          
    مِـن ديـنه و من العروبةِ جُـــرّدا
قــد كَـمَّـموا أفْــــواهَ شـعْـــبي عـندما         
    هَـتَـك المِقَصُّ صحافةً و جرائدا
دُور الـــثّــقافة روّجَـــت لِـفــسادهــم        
      بلْ شرّع الثّـقَـفُوت ظُــلما سائدا
ما كان ظُـلمُ الشّـعْـــــب غَـلطة حاكم        
      بـل كان ظــلمُه للورى مُـتَـعَـمَّـدا
أمّـــا و قـد ظـلَم الـبـــلاد و شَــعْـبها          
    سيعـيشُ خلفَ الحُـدودِ مُـشَــرّدا
و يَـعِـيشُ مـنْـفـيًّــا غـــريبا خــائفــا         
     و يظلّ منْ حقِّ الشّعوب مطَارَدا
لا عـاش في أوطانـنا مَـنْ خَــانهـــا         
     أو كَــادَ للـشّعْــب الأَبِــيِّ مكائــدا
ضاقَـت بما رَحُـبَـتْ عليه و أظلمَـتْ        
      فـبكى على عرش مضى و تنهّدا
سقطت على رأس الطّغاة عروشُهم           
                                         و غدا بهم سوق المفاسد كاسِــدا
ثُــرْنا فــثـار العُــرْبُ أقْــوى ثَـورة          
    مهــما طغى حُــكّـامُــنا لن تُخْـمَـدا
وَعْــدٌ لتُونِسَ أنْ يثُـورَ شــــبابُهـا        
                                          فشبابُنا قـد صار جِــيلا واعِــــدا
شــرفٌ لتـونسَ في العــروبة كلّها            
إذْ أنجـبتْ هذا الشّبابَ المَــــــارِدَا
          لا تَـبخَـسَــوا حَــقّـا لـشََـعْـب ثـائـر
في تونس الخضراء أصبح سَـيّـدا  
              فَـتحرّرتْ من طُـغْـمة عَـبثــتْ بها
و غَــدتْ لأحـرار العروبة مقصدا
              الـثّـورة العَــربـــيّـة الحـمْـراء قــدْ 
جَـعَـلَـتْ لها أرضا بـتـونسَ مولدا
















تحدّي الشّهداء...

يا طغاةَ الأرض ، سرّاقَ الشّعوبْ
ضيّقوا ما شئتموا عنّا الخناقْ
لم نعد نخش المنايا والحروبْ
لم نعدْ شعبا إلى الموت يُساقْ
إنّما أنتم كلاب و ذئابْ
ظلمكم للشعب ما عاد يطاقْ
لم تَشيدوا للورى غيرَ الخرابْ
حكْمكم سمٌّ زعاف لا يُطاقْ
فتّنوا ما شئتموا بين القبائلْ
وحدة الشّعب وفاق لا افتراقْ
بدمانا نحن عبّدنا الطّريقْ
نحن ثرنا لا نفاق لا شقاقْ
أضرموا حربا و نارا من حريقْ
لم نعد نرهب هذا الاحتراقْ
حطّموا الأصفاد عنّي يا رفاقْ
أرضنا اشتاقت دمي أيَّ اشتياقْ
إنْ نسيتم بعدُ عنوان القضيّةْ
في فلسطين دمي أو في العراقْ
و عروس العُرب فلسطين الأبيّةْ
مهرها هذا الدّمُ الحرّ المُراقْ
















في سمرقند ...
         محمود غانمي - سيدي بوزيد - تونس
في سمرقند
زمن ارتداد الفتوّة عند الصعاليك
يجلس شعب يريد
ويشرب شايا ويشرب قهوة بُنّ وقهوة همّ
كله في سمرقند حسب يقيني وظني
 فتلك سمرقند بعد رحيل الزمان
وقلبِه للناس ظهر المجنّ
 في سمرقند
 كان هنا ...
لم يزل جنرالات خمسين عاما
بعيد خروج الغزاة
 وبعد رحيل الشباب
تراهم قعودا عن الرزق
دون انتظار لأمر من السامري
فهم خارجون عن الاحتياط تماما
على هامش الوقت
ينتظرون قطار الرحيل بلا أمنيات
لهم ما جنت يدهم وعليهم جناياتها
في سمرقند
بعض الشباب سليلو هزائم سبع وستين
بلا بوصلات
بلا أمنيات
أسمي عباءتهم وطنا
وبراقا
و أشرعة
لا أسمي  هزائم سبع وستين
خدش كرامتنا
غير أني أسمّي أغسطس ستّ وألفين
حين انتصرنا
و لم ننتصرْ
في سمرقند
يجلس هيقل يبيع نفايات فلسفة الروح
غير مكترث للفلاسفة القدماء
سليلي أرسطو...
على حافة من سمرقند يحتشد المخبرون
يرون نفايات ماركس تضايقهم
يشعلون سجائرهم
قل حرائقهم
فتردّ نفايات ماركس إلى ما وراء البحار
يبيع المناطقة القدماء مبادئهم في المزاد
 زمن ارتداد الفتوّة عند الصعاليك
في سمرقند
ينتصب الخطباء بلا عدد
في جميع المقامات دون مراعاة
طعم الجلوس
ووقت الجلوس
و أين الجلوس
في سمرقند
تتعب عند الجلوس نفوس
نفوس يضيعها الوقت
لم يك الوقت عملتها...
في سمرقند
ينتصب المتنبي خطيبا إلى الشعراء
ليوقظ فيهم حماسة بكر وتغلب
كي يهنئهم بانتهاء عصور البطولة
بل وعصور الرجولة
من رجل يحرّر قدس عروبتنا ؟
من يعيد لبغداد بسمتها؟ من ؟
في سمرقند
لم يجد الوقت متسعا للجلوس كما نحن نجلس
من شدّة الاكتظاظ
ومن شدة الجهل بالوقت
والوقت عملتنا
لم يعد للحبيبات وقت
نسينا حبيباتنا
لشان الصغار
لشأن النساء
لقد فني الوقت فيك سمرقند
والوقت عملتنا
آه ... والوقت عملتنا
لم تعد للكتاب مساحة ضوء
ولم يعد الشعر بوصلة العاشقين
ولم...
في سمرقند
تنفق أفكارنا كالطيور
تصاب بأنفلونزا الفكر..
مخابر فرز النفايات تثبت عجز العقول عن الفكر
وقدرتها على التكفير
وتثبت عجز الجيوش عن النصر      
في سمرقند
غاب الحما م
 وكلّ جميل بدايته الحاء
في سمرقند   
يخرج بعض الكلام عن الحد في الجزر والمد
في سمرقند
يحكى عن الحريات بلا حريات
ويحكى عن العدل
في سمرقند
 تعبد بعض الرموز
 وتسقط بعض الرموز
في سمرقند
يمتلئ الجو بالمعجبين بأنفسهم
كالطواويس أبهة
غير مكترثين بمنزلة البشر العاديين
  من ذوي الاحتياجات من تعب الوقت  
في سمرقند
يكتب تاريخ قرطاج
دون تجن على أحد
دون مدح ودون هجاء
في سمرقند
 ينهشنا الوقت
تدهشنا صور العابرين والعابرات
 على عجل
في سمرقند
مشبوهة جلسات المساء
قبيل الغروب
تجيء إلينا منيرفا
تجيّش فينا مناطقة جددا
قل سماسرة جددا..
طيّبون لحدّ النخاع
في سمرقند
يصعب توحيد أحلامنا
غير أنّا نوسّع أحلافنا
عند مفتتح العودة المدرسية
كالهاربين من الخدمة العسكرية
في الصيف
لنا وطن في رفيف الروح يسكننا
في سمرقند
تسمع قول قبائل
حول مصير البلاد
وحول مصير العباد
في سمرقند
شاي وسكّر للعابرين
فأهلا وسهلاّ
وقهوتهم من نبيذ الهزائم
يعصرها الوقت
في سمرقند
أقسم أنّ عصافير هذي المدينة قد أزعجوها
وبالقيل والقال قد شرّدوها
فمن أين يأتي الربيع بلا زقزقات؟
ومن أين يأتي الربيع إذا أزهرت وردة واحدةْ؟
في سمرقند
يحرسنا المخبر المتقاعد من لدغات الحرارة
ينهشنا الوقت
في شارع مقفر من صهيل الحضارة
في معبر مغلق أفقه والمدى
في سمرقند
يجلس جيل بخمسين عاما
ويجلس جيل بأكثر من ربع قرن
وهذا الزمان يمرّ
يمر على جسد المتعبين
في سمرقند
تطرح أسئلة حرة
ويضاف إليها قليل من الشك
لألّا يراود أصحابها الشك
في سمرقند
يعقد حلف
و ينهار حلف
لكي لا يقال تحالفت ضدّك
في سمرقند
يجلس ساكس و بيكو
لتشريح خارطة الوطن العربي
لتصبح جاهزة للغزاة
من الجنرالات










الموريسكيون بلا وطن 
محمود غانمي
 سيدي بوزيد  - تونس
في قصر الحمراء انطفأت قبلات الحب
على شرفات القصر
تراجع مد المجد
وذي ولادة تبكي
لازالت تبكي
ستظل تنادي يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا...
أين الخيل العربية أين؟
بلا شك
 بيقين
أو بيقين اللاشك العربي...
تجيب جراح الأندلس المنسية فينا
يا ولادة...
يا مسكينة عودي نحو الشرق
و فكي فوق القدس وفوق جراحي
كل ضفائرك الفيحاء
هزي جذع النخل المتسامق في وطني
يسّاقط كل جبان
تشرق شمس الحرية
وطن لك يا ولادة
كل قصائدنا وطن...
ذي أهداب الشمس المتوسطة البيضاء
تكفكف دمعك يا ولادة...
ماذا لو وطن يتأرجح مثل القرط
يهدهد جيدا موريسكيا أبيض مثل الصحرا ؟
هل حينئذ مطر يسّاقط من عين الموريسكيات ؟
هل لوركا يعرف أن ملامحنا السمرا
درع تتحطم عند ذراه الأمواج الرعنا ؟
مازالت نسمات الألخاميادو تعبق بالإكليل
تمشّط شعر الحوريات
تهدهد أحلام الموريسكيين
وفوز تطرّز مئزر عنترة العبسي
على وقع الخبب المتراصف في شعر العباسيين
سليلي هارون العربي
على مرمى حجر مازلت أرى سربا من شحاذين
على هجن الموريسكيين
سماسرة عبروا                                                                            
 سرقوا قمر الأوطان
على عجل جاؤوا وعلى عجل مروا
عبروا.
مازال صهيل الروح بأروقة الحمراء
يحمحم في دمنا...
مازالت أسراب الموريسكيين يقض مضاجعها
قول البلغاء وشرح النحويين لما لا يشرح في الصحف الصفراء
ودستور الآشوريين
و لوركا ابن الفلوات
 أراه يعيد إلي مواجع تركض خلف مواجع
كان الموريسكيون الأفذاذ
تشتتهم صلب وتجمعهم خطب
في عرض البحر مراكبهم ملأى بالحوريات
وكان الوقت يمر على عجل
أشهى من أعياد النيروز
وكان و كان...
زرادشت الهمجي يغرغر أشباه الفريسيين
ويصرخ بالخطب البتراء
وحمص تنادي وشاطبة تنادي والزهراء تنادي
وا .. وا معتصماه...
أدرك بجيادك أندلسا
وا معتصماه...
 هانحن نشرح خارطة الوطن العربي
على ألحان الجاز
ونسأل لوركا أن يهب الشرق العربي
شموسا أو أقمارا
كنا نسأل شاطبة الحسناء ضفائر
 كي نرسي سفن الموريسكيين ببحر قصائدنا
للموريسكيين الأفذاذ مواجعهم
ولي الآفاق مدى أرحب
لكني شفت بلا ريب
هجن الموريسكيين تعود محملة بهزائمنا
في عمق البحر المتوسط تسكن فرحتهم
لكن مواسمنا لم تنبت غير هزائمنا                                             
حتى البجع الأطلنطي المتطاوس
يرفل في زي الجنرالات الأفذاذ
وفي جهة الشرق المحمول على كف التنين
مواسم للمتنبي وسيف الدولة والأهواز وحمص الشرق
وفوز تمشط خلف ستائرها
أشعار الحب العذري المتعفف
وتهمس للشرفات
صار الموريسكيون بلا وطن
وتجيئ الهجن بأسرجة لكميت الضليل العربي
تصول بلا أمراس في وطني
لا فرق إذا انتكس التاريخ على عقب
بين الموريسكيين وبيني
فانا الموريسكي المتجدد في ثوب الغزوات
شفت على شرفات الأخطاء العربة
هجنا تشبه داحس والغبرا
ترفس تركض ترفل تمرح
والموريسكين بلا وطن
لا فرق إذا انتكس التاريخ على عقب
ما بين مصارعة الثيران وصرع طلائع عنترة الشداد
على عجل كان الموريسكيون يضمد جرحهم فرانشيسكونونييت
لكي ترتاح قصائدنا العربية من جرح الموريسكيين...
ولكن آهات الموريسكيين و شرشف قصرالحمراء
ولوركا ابن الفلوات
 مواسم تعزف ألحان الوجع العربي
تضمد جرح طليطلة العذراء
 وتهمس ، الموريسكيون بلا وطنٍ








أرّخ للجنوب يثور ..!! 
محمود غانمي  سيدي بوزيد / تونس 
يا سيّدي التّاريخُ
أرّخْ للجنوب يثورُ
ثـُـــــــمَّ يثور
هزّته الكرامة والشّهامة للعلى
أرّخْ لمن ثاروا
و حرّرت البلادَ دماؤهم
أرّخْ بلا خجلٍ بلا وجلٍ
فَإنّا نحنُ شُعلتُها
***
 يا سيّدي التّاريخُ
ثورتنا هنا بدأتْ بأرضٍ للهمامَةَ
بل و في ديسمبر انطلقتْ
و ما كانت بثورةِ ياسمينَ
و لا ينايرُ بدْأَها
و نحنُ وقودها
و نَقُودثها
سنقودها
حتّى نحرّرَ شعبنا و شعوب أمّتنا
و لِـــمْ لا قدْسَنا ...؟؟؟
***
 يا سيّدي التّاريخُ
صبّارُ الجنوبِ
و صبرُه إن جفَّ ضرع الأرض في زمن الشّتاء
نخيله و شموخه
زيتونه وصموده
و رعاته و شقاؤهم
من أجل خرفان الأضاحي للشمال و لتونسَ الكبرى
لفاكهة السّياحة في السّواحل و العواصم
هكذا هو الجنوب
و لم يزل أبدا غريب الرّوح
ينعم منه بالكرم الشّمالُ
ضحيّةً في الحرب أو في السّلم
ينعم منه في الحُكْم الشّمالُ.
جنوبنا
يا سيّدي التاريخ
جنوبنا و جباله
 و حنينها للثاّئرين على العِدى
هرِم الزّمان بها
كما هرِم الأسود بقرية النَّصْر(*) المناضِلِ
دون تكريم يشدّ عظامهم.
الباعة المتجوّلون وكدحهم
من أجل لقمة عيشهم
سرق الطّغاة رغيفهم
عرباتهم إذْ همّشتها دولة القانون
صبر الشّباب على البطالة و العطالة
صبرنا
صبر الجنوب على الجنوب..!!
و صبرنا طول السّنين
على المظالم و المفاسد
شهداؤنا و دماؤهم
و صدورهم قصَفَ الرّصاصُ ظلوعَها
صورُ المجازر في " الجزيرة " بثّها الفيسبوك
صوت شبابنا
إعلامنا الوطنيّ لم نعرفْ له وطنيّةً
إعلامنا الأمميُّ يهتف بالحياة لشعبنا
هزم الطّغاةَ ببثّه لجرائم الحكّام
حقدهُمُ الدّفين على الشّعوب
كرسيُّ الرّئاسة حينما عصفت به
ريح الدّسائس
متاجرة السّلاطين الطّغاة بقدسنا
كلّها أرّخ لها
أرّخْ بلا خجل بلا وجل
جدار الخوف أسقطه الشّبابُ
و دولة البوليس أسقطها الشّبابُ
ما عاد هذا الشّعبُ يرهب دولة الإرهابِ
من حكّامنا ظلّامنا
***
و يا سيّدي التّاريخُ
أرّخْ للجنوب يثورُ
جنوبٌ يظلّ على مرّ الدّهور
 وقودا لثوراتنا
ضدّ الغزاة
و ضدّ الطّغاة

* قرية النَّصْر: قرية المناضلين التّابعة لمعتدية المكناسي / سيدي بوزيد.











أُحِــبّ عُــــرُوبتي  ...؟؟
محمود غانمي - سيدي بوزيد /  تونس

برَغْـــمِ درُوبِ الـــشَّـــــقَا و الـــتّعَــب ْ
أحـــبُّ كـــثــــيـرا بلاد الــعـــــــــربْ
لَـقـــد حَازَ حــبُّ العُـــــروبةِ قَــلـــبـي
فـلا تَــــسْـألونـــي إذن ما الـــسّــبَـــبْ
أُحِــبُّــــك يـا شَــــعْـبُ رغْــم التَّــواني
أنا ابْــنُـك يا شعبُ لا ابْــــــن النُّـخَــبْ
أُغَـــــــــــرّد خَــــارج أسْـــرابـــهِــــم
و خَــارج أحْـــزابـــــــهِـم و الشُّـعَــبْ
رضعتُ مَدى الصّدقِ من صَدْر  أمّى
و فـــي الكَـــدح كان أبـــي خَـيْـرَ أبْ
فَــمُــــنْـــذُ وُلِــدْتُ بَـــقــيــــتُ وَفِــيًّـا
لِــغَــيْــر الــعُــروبـــة لـــم أنْـتَــسـبْ
 فَــإنْ أنْــتَـــسِــبْ فـالعُــروبة عــنـدي 
بِـــرَغْــمِ الــهَــــزائِــــم خــيـرُ نَسَـبْ 
أنَـــا إنْ سَــكَــتُّ أقَــمْـــتُ حُــروبًـــا 
وإنْ قُـــلْـتُ شعْــرا أثَــرتُ الغَـضـبْ 
فَــلـوْ تَـتْـــركُــــونـي لــحــالــي إذنْ
لَــشَـيّـدْتُ لِــي مَـعْـبَــدا مِـنْ كُــتُــبْ
قَــصيــدي سَــلِـيــلُ مُـعَــانَــاة قَــلبِي
فَـــما قُــلْــتُ شِـــعْـرا لِـنَـيْـلِ الرّتـبْ
و في الـنَّـاس مَــنْ يَجْهَل الشّعرَ حـقّا
يُـسَـــمّـي الــقـصائــدَ محْضَ شَغَـبْ











خـــيانة العَــرب ...
محمود غانمي - سيدي بوزيد / تونس

     لا تــعْـــجـــبَـــنْ يا أخـــي إنْ خانَـــك العَـرَبُ
    لا تــــعــجــبـــنَّ و إلاّ لامـــكَ الــــعـــجَـــــبُ
    خـــيــانـــة العُــــرْبِ في بغـــداد تــفــضحهـم
   أصابها مــنــهُـــمُ الــتّـــهــــديـــم و العــطــبُ
     و في فـــلسطــيــنَ مـــنــهُـــمُ ألـــفُ جــارحة
     فـــلا لها أســـرجــوا الفــــرسان أو ركــبـــوا
    أيــــن الجـــيـــوش الــتـي قــالــت نحـــرّرها
     فالــقدسُ تـــــصرخُ و الجولانُ تــنــتـحــبُ ؟
   قالــــوا سنـأتـيــكِ فــالـفـــرسانُ مُـــسْرجــــةٌ
    كـــيــف الــوصول إلـــيها والخطى خَــــببُ؟
    لـــكــــنّهـــم ونُـــــيـــوب الـــرّوم ناشِــبـــــة
       فـــي ضِلعـِـنا ، جــبـنــوا مــنها وما نشَبـــوا  
   كانـــت دمـــاؤُهُـــــمُ فـــي الغـــــزو بـــاردةً
   فـــلم يحـــرّكهُــــمُ غـــيظ و ما غـــضبـــــوا
     فــي حــين كانت ذُرى بــغْـــداد تُـغـــتــصبُ 
   كانت حَـــنِـــيـــفة بالـــــــدّولار تخْـــتَـــضبُ
   كان الـــعـــــراق منــيعا بالألـــى سقــــــطوا
    و هاهـــــو الآن مِــــن سُــــمّ العِــــدى تَعِـبُ
    كــــيف الخلاص من الآهـــــات في وطــــنٍ
    مِـــــن يـــوم أنْ سقــطــت بغدادُ يصطخبُ؟؟
     مازال يحلم بالـــــــتّحرير ، هــــل وطــــــنٌ 
   مَــــيْــــتٌ يُـــحَــــــرّره التّــنديد و الخُطبُ؟؟
  لــم يـستـــقـــرّ بها رأيٌ و لا اتّــــفـــقــــــت
عُـــــرْبٌ يشتّـــتـها الخــذلان والــــــــكـــذبُ
 للآن لـــم يَــنجَـــــــحـــــوا في قــمّــــةٍ أبـــدا
 كيـــــف النّجاح و هذا بيــــــتهــم خَــــــرِبُ؟
 لم يــــصلحــــوه لأنّ الـــــــرّوح عـــاطـلــة
  أمّا العــقــــولُ فــقـد سُــدّتْ كـــــما العُــــلبُ
  في ظهر بغـــــداد قــدْ دُقّـــتْ خــنـــاجرهــم
  و خَــلْــفهــا دولـــة الأكــراد تـــنْـتـصــــــبُ
  مـاذا تــبــقّــى من المجـــد العــــظــــيم وذي
  رايــــات بغداد في التّــقســيــم تحتجِـــــبُ؟؟
 ماذا تــبــقّى لهــذا الــــــشّعْــــب من أمَــــلٍ
  و الجــيشُ أصلَــب منه القــشّ والخَــشبُ؟؟
  وا حَـــرّ قــلــــــــــباه ممَّــن كان يخْـذلُــنــا
و الشّعْـــــب بين يديه مثــــلما الـــــلُّعَــــبُ
نحن الذيــن ونَــــــــتْ أيـــــدي العطاء بنا
أبناء بغــــــداد عُــــــذْرا أنتُــــــــمُ النُّــجُبُ
كـــمْ كانت الحـــربُ بالنّيـــران تلفحكـــــم
لا رايةٌ سقــطتْ لا جُــــــبْـــــنَ لا تعَـــــبُ
في كلّ معـــــركة فــــي كــــلّ نازلـــــــــة
يمشي العــــراقُ وحـــــيدا حاطه الشّجــبُ
فلا الـــــرّباطُ و لا مـــصرٌ تــــــــــؤازره
لا الــقيـــروان و لا صنعاء لا حـــــلبُ !!
لـــبّــيـــكِ لـــبّــيـــكِ بغــــــــدادُ يا وجعي
فِــــــداكِ روحي لأجل الحقّ تُستَـــــــــلبُ
بغــــــداد نحن وقـود الحرب في وطـــني
فالحرب نحْـــــــــــن لها أجسادنا حطبُ
إنّ العِـــــــــــراقَ الذي قُــــصّتْ مخالبه
فــيه صقورٌ و أُسْـــــدٌ كلّها نَـــــشَـــــبُ
يا أمّــــة أُخــرجتْ لـلناسِ مِن عَـــــرَبٍ
مُـــــــدّي النخـــيلَ طويلا تحته السّحبُ
فـــــفي ذُراكِ صقــــور من بني وطني
لا أُسقِـطتْ في سماكِ الشّمس و الشّهُبُ
مُـــــــدّي ذراعـا إلى الأعلى بأَدْعِــــيةٍ
يسْـــمُ الضّياءُ بها و الليلُ يحْــــــتجبُ
دعـــي الذيــن تــــواروا في تخاذلهــم
دعــي الملوك فـلـلتـاريــخِ منْـــقَــلــبُ
سُحْــقًــــا لأعْـــــــدائه إنّ العــراقَ له
مجــــدٌ يُخــلّـــــده الـــتّاريخ والكــتبُ 




جُرْح العروبةِ بالثّورات نسْعــفه ..!!

محمود غانمي / سيدي بوزيد - تونس

حوريةَ البحـرِ يا قَــرطاجُ يا سكَــنَــا   إنَّـــا أزحْـنا عــلى أوطانــنا الوَثَـنَــا
قرطاجُ يا أختَ صُورٍ في تــشامخها   بوزيدُ قد حَــرّرتْ في تونسَ المُدنَـا
عادت لنا الرّوح إذْ زال الطّغاة و قد    كُــنّا نَـظنّ بِـأنْ عــزمُ الشّبابِ ونَـى
كمْ حاكـــمٍ زوّر التـّاريــخ و اعــجَبا    من جهله غـيّـر العادات و السُّــنَــنا
كمْ كان يرفُــل في الأفــراح حاكـمنا   و الشّعب يألـــمُ و اخبزاه و احَــزَنَا
قد كان يكــفــر بالأحرار يسجُــــنهم    حــرّية الشّعب كانت عـندهُ مِـــنَـــنا
فالشّعـــــب عُــــذّبَ من أبناء جلدته  و في كرامته من ظُــلمه امْــتُـهِـــنَا
لنا الرّيادةُ في الثّــــورات في عَرَبٍ     قدْ غَــيّـرت تونسُ التّاريخَ و الـزّمنَـا
مرحى لتونس في الثّــــورات رائدة    إذْ حرّرتْ بسَــناها مِـصْـرَ و الـيَـمَنا
ثُـرنا نُكــفكِــفُ دمْعًا من عُــروبـتنا    لعــلّنا نوقـــفُ الأحـزان و الـشّجَـنا
شـبابُ ثورتنا في صفّ ناصرهم    عـن نـهـــج ثـورتـهِ ما غـيّـروا السَّـنَـنا
ثار الشّباب وما كـــلّتْ عزيمتهــم      و صبرهـم ما ونَى منهم و ما وهَـنا
حتْمًا سينهضُ عزمُ الشّعب من وهَنٍ   لنْ يُضْعفَ الظُّلمُ منه الرّوح والبَـدَنا
مازال في دمنا من ثــــورةٍ شـــــرَرٌ    حتّى نوحِّـدَ هذا الشّعبَ و الوطنا !!
ماذا نــــودُّ سوى أرضٍ مُحــــــرّرةٍ   حتّى نُــوحّـــدها لعُــرْبِــنـا سكَـــنَـــا
البَـــرُّ نملــــؤه بالجـــيـــش مأســـدَةً     و البحـرُ نملؤه من جَـــيـشـنا سفُــنَا
شبابُ أمّــتِــنا هــبُّــــوا لـــنُــصرتها     تَـــشجّعوا فزمان الخوفِ قد ظعَــنا
جُــرْحُ العـروبة بالثّـورات نُسْعــفُــهُ     ففي فلسطينَ شعـبٌ صارع المِـحنَا
إنَّا لــنا أمّـــةٌ ،إنّـــا لــنا وطـــــــــنٌ     نـفــديهــما دَمَــنا أو روحَــنا ثـمَـنـا
إنَّـا لــنـا أمّــة قــد ساءها زمـــــــنٌ   لِــمْ لا تُــسَــرُّ قريبا فرحةً و غِـــنَا ؟؟
إنَّــا لـنُـــؤمِــنُ بالإسلام شِـــرْعَـتَـنا     و لـنْ تحــيـدَ عن الإسلام أمَّــتُـــنَــا
اللهُ شــرّفَ بـالإســـــلام أمّـــــتَـنا       حتّى غدتْ له في الأقوام مُحْـتَـضَنا
تماهَت العُرْبُ في إسلامها فـغــدَا        إسـمُ العــروبــةِ بالإسلام مُــقْـتَـرِنا
عُــروبتي وحَّــدَ الإســـلامُ أمّـتـها        لكــنَّ أعــداءَها قــدْ أدمَنــوا الفِـتَـنا 






اعترافات مهاجر غريب...!!
محمود غانمي
                                  سيدي بوزيد / تونس
أقول : بلادي ...
يقولون : كانتْ ...
يقولون : شُدّ الرّحال إليها
و عدْ للبلادِ ترَ الأرضَ حبلى بآهات شعبٍ
ترَ الشّعْبَ في غضبة الثّائرين
به ما بموج البحار إذا ثارت الرّيح فيه
أقول : تعبْتُ
وبيني وبين البلاد بحار
غريب أنا في بلاد النّصارى
غريب أنا
 من وراء البحار أطلّ على آهة في القلوب
و بي حرقةُ الحالمين بحضن البنين و حضن الأمومةْ
و دفئ الأهالي إذا ما اجتمعنا على أغنيات البلاد :
" أحنُّ إلى خبز  أمّي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي ..."
***
أنا ما رأيت أبي من زمان و أمّي
و عطرُ البلاد
 تلاشى من الرّوح حين عبرت البحارَ
كأنّي خُلقت وحيدا
كأني خُلقت غريبا
***
أنا ما اقترفت حراما
إذا ما هجرْتُ بلادي
أنا هجّروني بظلم وقهرٍ و زجرٍ
عبرْت البحار بقلبٍ من الصّخر
في ليلةٍ مظلمةْ
 لقد ضاع حبُّ البلاد بموجٍ من الثّلج
حين عبرنا إلى ضفّةٍ في الشّمال
شمالِ الأيائل و الأغنيات الحزينةْ
شمالٍ يريح الشّباب من الجوع و الكِسْرة اليابسةْ 
***
تذكّرتُ قول الغريب المُعَنَّى :
" بلادي و إنْ جارت عليّ عزيزة
و أهلي و إنْ ضنّوا عليَّ كرامُ "
و لكنْ أقولُ و في القلب نارٌ تلظّى :
تهون البلاد إذا نحن هنّا
تكون و تحيا البلاد إذا نحن كنّا !! 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق