حبّ بحجم البلاد
محمود غانمي
برغم جيوش الأعادي
أحبّ كثيرا بلادي
كثيرا كثيرا و فوق المدى
برغم جيوش الوشاة
و رغم الحصار
سأبقى أقول
و لو كان سرّا
و لو كان صمتا
أحبّ بلادي
و ذاك انتصاري
***
أحبّ بلادي
برغم الجنوب الذي في الجنوب
و رغم الجنوب الذي في الوسط
جنوب تنوء به الروح عطشى
جنوب المواويل
تعلو على ربوة عاليةْ
جنوب تموت الزياتين من جوعه واقفةْ
***
أحبّ بلادي
أجوع و أعرى
و أمشي شريدا على جمرها
دونما جَزمةٍ
ثمّ أبقى أقول
أحبّ بلادي
بلادي التي بين ذاك الشمال
و هذا الجنوب
تفنّدُ قولة خير الأمور الوسطْ
بلادي التي بين هذا اليمين و ذاك اليسار
تضيع بها وجهة للأمام
يحار بأيّ الجهات يطير الحمام
و تُنصب فيها فخاخ لقول السلام
***
أحبّ بلادي
برغم انسداد الأفقْ
أنا شمسها و الشّفقْ
أضيئ دروب الحياة بقلبي
بحبّي لشعبي
لأهزم هذا الوجود النفقْ
***
أحبّ بلادي
بلادي التي لست
من حزب حُكّامها
و لا حزب من عارضوه
***
أحبّ بلادي
أنا لم أخنها
و ما كان لي فاتنات سواها
بلادي التي ما عشقت سواها
إذا متّ يوما
ستسقي دمائي ثراها
بلادي التي من ثراها
تكوّنتُ
و في تربها سوف أفنى
أصير أديما لروح بلادي
بلادي التي في دمي
قد سرتْ
بلادي التي في فمي
سُكَّرٌ اسمها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق