الشعر و سؤال الهُويّة ...؟؟
ما الذي
دفعني إلى طرح هذا الموضوع السؤال ؟
هذا الهاجس / السؤال الموصول
بالشّعر يسكنني منذ توغّلت في عالم الشّعر
و منذ أصبح الشّعرُ جزءا من كياني و
أكسيجين الوجود الذي أتنفّسُ ، ومنذ وعيتُ بالآطّلاع و القراءة أنّ " الشّعر
أحد سياجات الهويّة " مثله مثل مقولات " الجيش سورٌ للوطن " و
" بالفكر والسّاعد نبني الوطن " ومن هنا جاءت عنايتي بهذا الموضوع : الشعر
و سؤال الهُويّة ...؟؟
و لقد جاءت المناسبة الملائمة و المقام
الشّعريّ المناسب لتوفير و لو بعض الإجابات عن هذا الهاجس . أعني بالمقام الشعريّ
المناسب هو الملتقى المغاربي للشعر
" عامر بوترعة " الدّورة العاشرة أيّام 4/5/6/2012 بالمركّب الثقافي
أبوبكر القمّودي سيدي بوزيد – تونس ،حيث حلّ بيننا حوالي 50 شاعرا و شاعرة أو أكثر
أغلبهم جاؤوا تحت راية " تجمّع شعراء بلا حدود " الذي يرأسه الشّاعر
محمود النّجّار من فلسطين و قد أدلوا
لجمهور الملتقى بشهادات حول تجاربهم الشّعرية، إلى جانب ثلّة من الآكادميين /
النقّاد الذين قدّموا مداخلات نقدية حول التجارب الشعرية.
في
هذا الإطار و الجوّ المفعم بالشّاعرية و الحرّية أيضا في فضاء ترجع بنا أغلب طقوسه
إلى عكاظ في زمن الشّعر العربي الجميل حيث نصبت للشعر و الشعراء في فضاء المركّب
خيمة مضاءة بالشموع في مساء شعريّ حالم بمستقبل الأمّة و الثورة هذا و كثير من
التفاصيل حفّز في ذاكرتي و وجداني الشعر و سؤال الهُويّة ...؟؟ فكتبته سؤالا
موحَّدا في استمارة أملا منّي في التّخفيف من وطأة هذا السّؤال على قلبي المثقل بهموم
الهويّة و أسئلتها الحارقة . و قد تراوحت
الإجابات القليلة الممكنة أقول قليلة لأنّني ربّما باغتُّ الشعراء بهذا السّؤال /
الاستمارة و لم يعطَوْا وقتا كافيا للإجابة. فقد كان ذلك ذات أمسية من أمسيات
الملتقى ، نعم ربّما كان الأمر كذلك ،فقد استغرب البعض منّي الاستمارة بسبب التّعب
فرفضها، لأنَّ الجماعة كانوا على سفرٍ إلى سيدي بوزيد حيث يرقد محمّد البوعزيزي
شرارة ما يسمّى الثّورات العربية... كان يمكن أن تكون الإجابات أكثر عددا و أكثر
استفاضةً و لكن هذا ما أمكن في محاولة على إيجازها تبقى جادّة و قاصدة في
سبيل فهم علاقة الشعر بهويتنا و أسئلتها المتشعّبة و يبقى السّؤال مفتوحا على
إمكانات و إجابات أخرى أرجو أن يثري بها أصحابها من المهمومين بهمّنا هذا الإجابة عن سؤال : الشعر و سؤال الهُويّة ...؟؟ و كانت بعض الإجابات كالتّالي:
1 – نذير الصّميدعي
/ شاعر من العراق :
بدون أدنى شكّ و أستطيع أن أقول
بكلّ ثقة أنَّ الشعر يمثّل لي الهوية التي رافقت الأمم في أيّام محنتها و أيّام
نهضتها و لا يسعني إلاّ أن أكتبَ :
الشعرُ في
هذي الحياةِ هويّتي و قصيدتي
تبقى تقودُ قضيّتي
2 – إيمان مصاروة
/ شاعرة فلسطينية :
الشّعرُ
هو حالة تترجم الهوية .
3 – حفيظ المتوني
/ زجّال من المغرب :
ما جدوى الشّعر إن لم يحمل رسالة؟ ما جدوى
الرسالة إن لم تحمل قضية ؟ما جدوى القضيّة إنْ لم يكن الإنسانُ هو عمادها؟ ما جدوى
الإنسان إن لم تكن له هوية؟ ما جدوى الهوية إذا لم تحفظ كرامة الإنسان ؟
العالم مليئ بالأسئلة و ...الشعر يفضحها
يعلنها في وجه حقيقتنا .
4 – دلّول محمّد
/ فنّان تشكيلي :
أنا الشعر كنت أسمع به فقط حتّى وجدتُ نفسي
ملقىفي كامل بحوره لأنّني كنت ببساطة سائقا choffeur camion دائم التّرحال .
5 – محمّد زرهوني / شاعر
من المغرب :
الشعر هو الذي يرانا و يمسك بأيدينا خوفا علينا من السّقوط ، و
بالتّالي فسؤال الهوية هو سؤال للذّات ، حسب تكويننا الأيديولوجي و الثقافي و
الاجتماعي ، الشعر ، شعرٌ فقط متعدّدُ الهويات و الإثنيات . و عليه الهوية تتمظهرُ
في أبهى تجلّياتها حسب التكوين الشخصي للمبدع ، نحن لا يعنينا اختلاف المجتمعات
أكثر مما يعنينا الشعر بكلّ صنوفه ، كلاسيكي ، حديث ،نثر ...المهمّ هو الدّهشة
التي ترسمها الصورة الشّعرية بأيّ لغةٍ كانت ، المهمّ هو الشعر الواعي و المتجدّد
و الذي يكبر فينا كنخل الجنوب.
6 – شاعرٌ أو شاعرة لم
يكتب إسمه و لا بلده و بإمكانه أن يتدارك المر في تعليق عبر المدوّنة وقد أجاب بثلاثة
أبيات :
أنا حيّزٌ لا شكلَ لي و
أنا الذي لم يدر فيم بها و كيف استُؤمنا
و أنا كحاملِ حـتْــفه
في كفّه أو فارسٍ ورد الطِّعانَ ليُـطْعنا
فتجــنّــبـتــهُ يدُ
الرّدى لكنّــهُ لم يـبقَ شبرٌ فيه
إلاّ اُثــخِــنــا
7 – هاني نديم / شاعر و
صحافي من سوريا :
منذ نهوض الكلام بادئ ذي بدء و هو يحاولُ أن يصلَ للشعر و يقوله ، كلّ الكتب
السماوية اتِّهِم رُسُلها بأنّهم شعراء ، أعتقد جازما أنَّ الشعرَ هو درّة تاج
الكلام ، و الكلام هو الهوية كما تعلم ، فمن قال شعرا قال هويّته في أرقى صورةٍ
...
الشعر هويةٌ إذًا ..
و الهوية بالتّالي
شعريّةٌ ...
8 – محمود النجّار/
فلسطيني رئيس تجمّع شعراء بلا حدود :
الشعر لاهويّة له ، إنّهُ الشعر بكلّ
الّغات ، بيد أنّني لا أرى الشّعرَ غيرَ ملتزمٍ بقضايا الأمّة و الوطنِ .
9 – عبد الحكيم آيت
تاكنيوين / شاعر من المغرب :
"
الشعرُ هو الهوية "
هويتنا ننثرها بين ثنايا الكلمات التي
تكتبنا إنّها رؤيتنا للعالم حولنا ، في أشيائه الصّغيرة بالأساس لهذا كان لزاما
على الشاعر أن يحترق بها ، و للحفاظ عليها كذلكَ يحب أنْ يظلَّ سؤال الشعر متّقدا
.
10 – صالح الشّدوي /
شاعر من السّعودية
الشعر هو رسالة تترجمُ نبض الشّارع و إبراز الهوية من خلاله .
و هناك ارتباط وثيق بين الشّاعر و الشّعر
و الشّاعر
11 – المختار بن دغّة /
شاعر شعبي و عضو في الصّحافة العالمية من
المغرب
هل للشاعر الحرّ هوية
داخل بلده المقيم ؟؟
هذه مجموعة قليلة من
الإجابات على سؤال : الشعر و سؤال
الهُويّة نرجو أن يثريها الأخوة الشعراء خاصة و المبدعين و الأكادميين عموما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق