بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 جانفي 2013

تغطية ملتقى أدب الطفل


·         تغطية حول ملتقى أدب الطفل بسيدي بوزيد 
في دورته السابعة " الدورة المغاربية الأولى"
تحت شعار
" طفل يقرأ ...طفل يبدع "
                               بقلم الشاعر : محمود غانمي- سيدي بوزيد
·        
نظمت جمعية أحباء المكتبة و الكتاب بسيدي بوزيد يومي السبت و الأحد 22 و 23 ديسمبر 2012 بدار الثقافة " أبو بكر القمودي ملتقى أدب الطفل بسيدي بوزيد في دورته السابعة و في دورته " المغاربية الأولى".
     انتظم الملتقى في حلة جديدة من خلال توسيع دائرته من القطر التونسي إلى أفق المغرب العربي ، وقد جاءت هذه الدورة ثمرة جهد متواصل من جمعية أحباء المكتبة و الكتاب التي كانت تنشط في جهة سيدي بوزيد و ذلك بإقامة تظاهرات أدبية و ثقافية ذات صلة بالكتاب و المكتبات و الكتّاب من أبناء الجهة و من القطر التونسي ...فقد نظمت الجمعية عدة ندوات فكرية و كذلك منتدى شعريا شهريا استضاف شعراء من الجهة و من جهات أخرى من القطر التونسي ...كانت البداية مع الراحل محجوب العياري ثم جمال الصليعي و شكري السلطاني و محمود غانمي و الهادي العبدلي ..و لم يستثن هذا المنتدى الشعري الشعراء الشعبيين فاحتفى بالشاعرين لزهر بلوافي و محمد الغزال الكثيري في أولى إصداراتهما و كذلك اعتنت الجمعية بالتعريف بإصدارات الكتاّب مثل الدكتور مراد بهلول في كتابه" البيداغوجيا الفارقية" و الأستاذ لطفي الحجلاوي في كتابه " التربية الحديثة " و كتاب القصة : المحسن بن هنية ، رياض خليف ، محمد الحبيب الحمدوني ، و كتّاب الأطفال : الطيب الفقيه أحمد ، طاوس حاجي بالطيب ، حمودة الشريف كريم ، الغربي المسلمي، مصطفى المدايني محمد بلحاج علي وغيرهم ...هذه اللقاءات الأدبية قدم لها مفكرون أمثال سليم دولة .
هذا إلى جانب أنشطة مختلفة أخرى قامت بها الجمعية بالمؤسسات التربوية و بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد .
   وبعد هذا الزخم من الندوات و اللقاءات الفكرية و الأدبية بدأ نشاط الجمعية يأخذ توجها معينا نحو الاهتمام بفئة الأطفال و الأدباء الناشئين لرعاية تجاربهم و تشجيعهم و محاولة الارتقاء بكتاباتهم و ذلك باستمرار المشاركة الدؤوبة لجهة سيدي بوزيد في المسابقة الوطنية لإبداعات الطفل و الناشئة و تميزها بحصد جوائزها في كل دورة ...هذه المسابقة تنظمها سنويا إدارة المطالعة العمومية بوزارة الثقافة و قد بلغت دورتها العشرين ...و هو ما دفع الساهرين على جمعية أحباء المكتبة و الكتاب بسيدي بوزيد إلى التفكير في تنظيم ملتقى سنوي لأدب الطفل لجمع المبدعين الأطفال من كافة معتمديات الولاية و إقامة ورشات لمعرفة تقنيات الكتابة برعاية و تأطير خيرة الأدباء التونسيين في مجال الكتابة للطفل ...و قد نجحت الجمعية في إرساء هذا الملتقى و وصل إلى دورته السابعة التي ارتقت به إلى البعد المغاربي       و ذلك راجع إلى اجتهاد رئيس الجمعية الأستاذ بلقاسم بلحاج علي الذي حضر في الجزائر الملتقى الدولي للطفل و الكتاب المنعقد أيام 23و24و25 مارس 2012 ممثلا عن الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة و الكتاب، فتم عقد اتفاقية شراكة وتعاون بينها و بين جمعية الطفولة السعيدة ببلدية العطف من ولاية غرداية بالجزائر ...كان أول ثمراتها هذا الملتقى المغاربي ..
    وأخيرا و قد تحقق حلم الجمعية ...و رغم الإمكانيات المتواضعة فقد استضافت وفدا جزائريا ضم بعض العناصر من الهيئة المديرة للجمعية المذكورة يرأسه الأستاذ الفاضل سليمان بن أيوب الأمين العام للجمعية مع طفلين مبدعين هما إبراهيم بن خضير بكلي و الناصر بن عبدالرحمان بن أيوب و كذلك الدكتور العيد جلولي أستاذ جامعي بجامعة ورقلة مختص في أدب الطفل و من بنغازي بليبيا الشقيقة الأديب سالم الأوجلي أستاذ فلسفة و كاتب للأطفال . و كذلك ثلة من خيرة الأدباء التونسيين المختصين في أدب الطفل : محمد الفاضل سليمان ، حفيظة قارة بيبان ، محمد عمار شعابنية و قاسم بن مهني ....هذا وقد اعتذر عن الحضور بسبب مرض مفاجئ الدكتور عبدالسلام أقلمون من المغرب و الأديب يوسف الشريف من ليبيا و الملقب بأب أدب الطفل بالعالم العربي ...تمنياتنا لهما بالشفاء العاجل .
·        
فعاليات اليوم الأول للملتقى : 22/12/2012 
·              ككل زائر إلى مدينة سيدي بوزيد بعد قيام الثورة أصرّ الأخوة الضيوف الوافدون من الشقيقة الجزائر و الشقيقة ليبيا بعد استقبالنا لهم أن يروا من قريب و على عين المكان أرض الشرارة : شرارة البوعزيزي التي أججت ثورة الشعب يوم 17 ديسمبر 2010. فقمنا بجولة في الشارع الرئيسي للمدينة حيث تنتصب العربة الرمز غير بعيد عن مقر ولاية سيدي بوزيد ...عربة من رخام كرمز لعربة البوعزيزي، فالتقط كل الضيوف من تونس و من المغرب العربي صورا تذكارية مع العربة و مع صورة البوعزيزي تلك المعلقة العملاقة على مقر إدارة البريد حيث البوعزيزي فاتحا يديه في إشارة ثورية للشعب ليثور ...هي مصادفة أن كانت الصورة بهذه الرمزية ...و مرّ موكب الضيوف أمام مقر الولاية التي ترمز إلى السلطة أبدا ..مرّوا من المكان الذي أضرم فيه البوعزيزي النار في جسده ...و أصبح المكان الذي تنطلق منه كافة احتجاجات المحتجين واعتصامات المعتصمين في سيدي بوزيد ... و هكذا تعرّف الضيوف على المدينة الرمز مدينة سيدي بوزيد في صبيحة اليوم الأول للملتقى ...
·             وعند الثانية بعد الزوال ، و بعد أداء طقس كرم سيدي بوزيد في الغداء جاء دور الافتتاح الرسمي للملتقى الذي لم يكن رسميا فقد غاب عنه رموز السلطة إلا ممثل وزارة الثقافة السيد مصطفى علوي المندوب الجهوي للثقافة ليعطي إشارة انطلاق فعاليات هذا الملتقى . 
    وقد بدأت بزيارة المعرض الوثائقي لأنشطة الجمعية و للتعريف بضيوف الملتقى و مؤلفاتهم ...وبالإضافة إلى الضيوف المذكورين فقد اتسعت أحضان الملتقى لاحتضان ضيف شرف الملتقى – و لو عن بعد عبر الانترنت - الأديب الناشئ كريم ثروت عكاشة من أسيوط بمصر الشقيقة من خلال مشاركته في مسابقة الكتابة الأدبية بنص قصصي قصير بعنوان " توتا والضفادع الشقية " ، شد اهتمام لجنة التحكيم و نوّهت به وقررت اعتباره ضيف شرف الملتقى و تمّ تعليق محاولته و سيرته الذاتية بالمعرض الوثائقي ومنحه شهادة تقدير تشجيعا له و تثمينا لمشاركته المتميزة ، و قد أرسلت له هذه الشهادة في الحين عبر الفايسبوك ...و في هذا الإطار نتمنى أن يتسع أفق هذا الملتقى ليصبح عربيا و لم لا عالميا.
     و بعد تداول كلمات الافتتاح بين السيد بلقاسم بلحاج علي رئيس الجمعية و السيد مصطفى علوي المندوب الجهوي للثقافة و السيد سليمان بن أيوب الأمين العام للجمعية الجزائرية الضيفة استمع الحضور من الأطفال وأوليائهم و بعض المربين و المثقفين المتابعين للنشاط الثقافي الذين امتلأت به القاعة الكبرى لدار الثقافة " ابوبكر القمودي " استمعوا إلى نماذج من كتابات الأطفال الفائزين في المسابقة ...
·              و في ختام هذه الجلسة الافتتاحية التي نشطتها بامتياز المبدعة الناشئة الطفلة تسنيم حمدوني الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الكتابة الأدبية لهذا الملتقى و بالجائزة الأولى على الصعيد الوطني في مسابقة التحرير باللغة العربية التي نظمتها وزارة التربية ...تم تكريم الفائزين في مسابقة الكتابة الأدبية لهذا الملتقى ...وأعطيت الكلمة للأستاذ الشاعر محمود غانمي رئيس لجنة التحكيم المتكونة من : السادة والسيدات : نجم الدين حمدوني ـ بلقاسم بلحاج علي ـ بلقاسم عماري ـ فتحية نصيري ـ فادية بلحاج علي ...فتولى قراءة تقرير لجنة التحكيم الذي أشار إلى :
ــ كثافة المشاركات التي بلغت قرابة 130 نصا أغلبها في القصة القصيرة و الشعر و بعض المحاولات في المقال الأدبي ...و قد تم توزيع الإبداعات إلى فئتين عمريتين الفئة الأولى من 8 إلى 12 سنة و الفئة الثانية من 13 إلى 18 سنة .
ــ تنوع المشاركات من حيث الموضوعات و المضامين المطروحة . فقد عاد الأطفال إلى تراثنا العربي والإنساني ينهلون منه حكايات قصصهم وهذا هو الأهم حيث القراءة والاطلاع حيث النهل من الخرافة و العجيب و العبر و المواعظ و الحكايات المثلية على لسان الحيوان وهو خط و منهج غالب متبع من قبل الصغار ...كما لا ننسى بعض الكتابات ذات الصلة بقضايا الراهن و المعيش اليومي و أحلام الطفولة وآمالها و آلامها ...كما عانقت بعض الكتابات عالم الطبيعة في صراعها مع الإنسان و تصالحها معه ، في جمالها مثل العصافير و الأشجار ...كما كتب الصغار عن حنوِّ الأمّ و عطف الأبوّة و دفء العلاقات الأسرية ..كما كتبوا عن الصداقة و الحب و الفرح بخروف العيد و مباهجه ...
ــ طرافة ما أبدعه الصغار في محاولتهم إخراج كتاباتهم في كتيّبات بوضع غلاف مميز على وجهه رسوم و عنوان و تجليته برسوم معبرة و ترقيم الصفحات ، و هذا ينمّ عن وعي بالكتاب في أذهانهم و بضرورة الاقتداء بالكتّاب الكبار كتابة و نشرا .
ــ التنويه بالمشاركة الشرفية عبر الانترنت للأديب الناشئ كريم ثروت عكاشة من أسيوط بمصر الشقيقة .
ــ الدعوة إلى مزيد تشريك الأطفال من كافة أنحاء الجمهورية و من أقطار المغرب العربي ...
ــ الدعوة إلى مزيد عناية المربين و أمناء المكتبات و الأولياء بالأطفال المبدعين و تأطيرهم و صقل مواهبهم في الكتابة لتصل المحاولات إلى لجنة الملتقى في حلّة جيدة و إخراج مقبول خالية من الأخطاء اللغوية .
ــ النظر في إمكانية نشر إبداعات الفائزين في نشرية اثر الملتقى توزع في الدورة اللاحقة .
ــ دعوة وزارة الثقافة و الدوائر المسؤولة لبعث مركز مغاربي لإبداعات الأطفال الأدباء تكون قلعة للإبداع و تكوين المبدعين و مرجعا لتوثيق الكتابة من الطفل و للطفل .
·        
    ثم تمت مناداة الفائزين لتكريمهم و تسليمهم جوائزهم المتمثلة في دفاتر ادخار بقيمة خمسين دينار للجائزة الأولى و ثلاثون دينار للجائزة الثانية و عشرون دينارا للجائزة الثالثة بالإضافة إلى مجموعة كتب حسب المستوى التعليمي للطفل و شهادة تقدير ... هذا و قد تم تشجيع كافة المشاركين في المسابقة بتسليمهم شهائد مشاركة مع كتاب ...(انظر قائمة الفائزين المصاحبة لهذا التقرير)كما تم تقديم جائزة لأصغر مشارك وهو الطفل علاء هرابي عن قصته " الديك و الفراشة " .
     وكان التكريم الثاني بعد تكريم الصغار من نصيب الكبار فقد تم تكريم بعض المربين و أمناء و أمينات المكتبات أصحاب المبادرات المتميزة في الترغيب في المطالعة و هم : 
ــ السيدة آمال حمرشة معلمة بالمدرسة الابتدائية فرحات حشاد.
ــ السيدة ربح علوي معلمة بالمدرسة الابتدائية فرحات حشاد .
ــ السيدة هنية خليفي أمينة المكتبة العمومية بأولاد حفوز .
    و كعادة الملتقى في تكريم الأدباء الناشئين الذين تمكنوا من طبع إبداعاتهم و إصدارها في كتب تم تكريم الأدباء الناشئين : ــ آيان عادل بدوي من تونس.
ــ إبراهيم بن خضير بكلي من الجزائر الشقيقة.
ــ الناصر بن عبدالرحمان بن أيوب من الجزائر الشقيقة . 
    وتقديرا لإبداعهم و تميزهم في الكتابة للطفل تم تكريم ضيوف الملتقى الذين تم ذكرهم سابقا .
ثم أقيم حفل استقبال على شرف الحضور كان مناسبة للجمهور للتعرف إلى ضيوف الملتقى من الأقطار المغاربية و تطارح بعض قضايا الكتابة للطفل ..
     و بعد ذلك انطلقت أشغال الجلسة العلمية الأولى و محورها " أدب الطفل بين الموجود و المنشود" برئاسة الدكتور سمير الجوادي قدمت فيها أربع مداخلات : 
ــ الأولى قدمها الدكتور العيد جلولي من جامعة قاصدي مرباح بورقلة من الجزائر الشقيقة و عنوانها "أدب الطفل في الجزائر : نشأته و تطوره " و هي دراسة مستفيضة في واحد و عشرين صفحة عاد فيها الباحث إلى الجذور الأولى حيث يرى تأخر ظهور أدب الطفل في الآداب العربية القديمة حيث ظهر في بداياته متلحفا بالفلكلور الشعبي ، و قد تتبع الباحث أهم مراحل تطور فن القصة في محطات تاريخية ولكنه ركز على أدب الطفل في الجزائر ، و ذلك بذكر الأدباء الذين كتبوا للأطفال ، و بين المحطات التاريخية التي تطور فيها هذا الفن في الكتابة.
ــ المداخلة الثانية للأستاذ قاسم بن مهني من تونس عنوانها مستمد من كتاب له بعنوان " أدب الطفل و الترغيب في المطالعة " و تناول الباحث في مداخلته أساليب كتابة الصغار مستنتجا أن الكثير منهم مازالوا متعلقين بالخرافات والأساطير و يعزفون عن قراءة القصص العلمية و الاجتماعية ...و من حيث أدب الطفل الموجود خلص الباحث إلى أنه و إن حقق طفرة في الكم فإن تطوره في النوع لا يزال في بدايته لأن بعض منتجيه مازالوا متمسكين بالخرافات و الأساطير متغافلين عما جدّ في سائر العلوم و الثقافة .
ــ المداخلة الثالثة كانت للأديب سالم الأوجلي من ليبيا حول" أدب الطفل في ليبيا " عوضا عن الأديب يوسف الشريف الذي اعتذر عن الحضور بسبب المرض ...و قد ارتجل المتدخل كلمته معتذرا للحضور  و قد تعرض فيها إلى بدايات الاهتمام بالكتابة للطفل في القطر الليبي الشقيق مع السيدة خديجة الجهمي    و الأديب يوسف الشريف و كان ذلك في السبعينات و كان في غالبه مترجما من الأدب العالمي... و تظل التجربة الليبية في الكتابة للطفل متواضعة . و ذكر من بين الكتاب الأوائل الشاعر احمد رفيق المهدوي ...و ختم ببروز الاهتمام مؤخرا بهذا النوع من الأدب من طرف بعض الكتاب الليبيين و يظل الأديب يوسف الشريف الملقب بأب أدب الأطفال في العالم العربي علامة بارزة من خلال غزارة إنتاجه و تنوعه في هذا المجال .
ــ المداخلة الرابعة للأديب محمد الفاضل سليمان من تونس ، كانت مداخلته متميزة عن غيرها فلم يسرد فيها لا عناوين الكتب التي كتبت للأطفال و لا أسماء الكتاب الذين أبدعوا للطفل بل ذهب إلى أهم قضايا الكتابة للطفل من خلال مدخل مفهومي حاول فيه تمييز الكتابة للطفل عن الكتابة للكبار من خلال قوله : "... أما أدب الناشئين فهو فرع من فروع الأدب الرفيعة جمهوره مختلف و متميز عن جمهور الكبار بمجموعة من الخصائص و السمات النفسية و الجسمية و العقلية و العمرية ، لذلك كانت الكتابة فيه أو عنه صعبة تحتاج إلى مقاييس و معايير معينة ...و يتميز هذا الأدب بمسايرة كيان الأطفال عقليا و نفسيا        و وجدانيا و سلوكيا و بدنيا " . و في حديثه عن الموجود في أدب الطفل بيّن سلبيات المشهد الثقافي والأدبي و التربوي الذي يعنى بالناشئة و خلص إلى نتيجة مفادها : " أن أدب الطفل الموجود لا يفي بحاجيات الطفل في القرن الواحد و العشرين و لا يلبي رغباته و لا يساير تطوره ...مما وسّع الفجوة بين الموجود و المنشود ، فالطفل لم يعد يأبه بحكايات سندرلا و لم يعد يقتنع بقصة السلحفاة التي انتصرت على الأرنب ...و قد تغيرت نظرة الطفل إلى الحياة نتيجة تفاعله اللامتناهي مع التلفزيون و الحاسوب فأصبح متشبعا بالأفكار التقدمية و متعلقا ببيئته "... وفي خصوص المنشود في الكتابة للطفل عبر الباحث عن هاجس كبير و عظيم إزاء حقيقة أدب الطفل و ما يجب أن تكون عليه و ما ينتظرها من رسالة و دور إزاء الأمة إذ يقول : " ...الأدب المنشود هو الذي يقوم على أكتاف مواهب عربية و بأقلام مؤمنة بدورها في إيقاظ الأمة و تحفيزها على استعادة دورها الإنساني الريادي ، يراعي ذوق الطفل العربي المسلم ، و يحترم مزاجه و خصوصيته ،  و يسمح لخياله بالتعليق دون أن يقطعه على تاريخه أو حضارته أو دينه  أو أمته ، يربط ماضيه يحاضره ، و يوقظ داخله مشاعر الاعتزاز بأمته و يحثه على استنهاض روح العمل و الاقتداء بالآباء و العلماء و المبدعين الذين أعلوا بناء صرح الوطن ".
هذا القول لخص فيه محمد الفاضل سليمان أهم انتظارات أدب الطفل و مقاصده و رسالته الموكلة إليه وإلى الطفل الذي هو رجل الغد ، و قد شفعت هذه المداخلات الأربع بنقاش أداره باقتدار الدكتور سمير جوادي فكان ثريا بالاستفسارات و الإضافات و المقترحات .
      و بعد العشاء انتظمت سهرة تنشيطية بالمركب الشبابي مقر إقامة الضيوف نشطها الشاعر محمد عمار شعابنية بقراءات شعرية أبرزها قصيدته الفائزة مؤخرا بجائزة  "أبوالقاسم الشابي " وكذلك الشاعر محمد الفاضل سليمان بقصيدته المطولة التي سماها ملحمة سيدي بوزيد ...كما شاركت ابنة السيد محمد الفاضل سليمان بالتغني ببعض قصائد والدها الملحنة ...كما ساهم في تنشيط هذه السهرة الفنان المسرحي بلقاسم بلحاج علي رئيس الجمعية وهو المعروف بإتقانه فن " الفداوي" برواية جزء من سيرة بني هلال ...و قد كانت كل هذه المداخلات التنشيطية مصحوبة بمعزوفات موسيقية على آلة الكمان أمنها الفنان خليل العيفي .
فعاليات اليوم الثاني : الأحد 23/12/2012 
فعاليات اليوم الثاني تمثلت في الجلسة العلمية الثانية ، ترأسها الدكتور المولدي القاسمي و اشتملت في البداية على لقاءات أدبية و شهادات الأدباء الضيوف على تجاربهم في الكتابة للطفل استهلها الكاتب الليبي سالم الأوجلي ، حيث تميزت هذه الشهادة بكثير من العفوية و الصدق و أبرز ما تضمنته هو تعلّمه من أبنائه ردة فعل الطفل على القصص التي يكتبها . فقد أفاده أبناؤه و زوجته كثيرا بإصغائهم إلى كتاباته وإبداء آرائهم ...فمن هذا الفضاء العائلي و غيره تعرّف الأوجلي عن كثب إلى حاجات الطفل وخصوصياته ، فلم يمنعه تخصصه في الفلسفة من الانشداد إلى عالم الطفولة ...عالم يفيض بالبساطة رغم تعقده و بالبراءة رغم أنانية الصغار .
     ثم أعطيت الكلمة للأديبة حفيظة قارة بيبان شُهِرت "بنت البحر" و التي لها سلسلة قصص للأطفال تحت هذا الاسم ، فغاصت في تجربتها مع الكتابة للناشئين مشيرة مثلها مثل الأوجلي إلى دور الفضاء العائلي و عنصر الطفولة فيه في تشجيعها على التشبث بالكتابة للطفل ، و مزيد الاكتشافات فيه حيث تقطن الكاتبة مدينة الجلاء بنزرت حيث البحر و الرمال الذهبية ...
·             و من جهته تحدث الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية عن خصوصيات الكتابة المسرحية للطفل مع تأطيرها بمدخل تاريخي رصد تطور هذه الكتابة و مدخل مفهومي، إلى أن أثار قضية المضامين في هذا الجنس /الصنف من الكتابة فنبّه إلى ضرورة تجنب الكاتب الايدولوجيا و ترْك الكتابات محايدة ، حتى نربي الناشئة على المفاهيم و القيم الإنسانية التي ترفض الانغلاق و إقصاء الآخر ...
·            و في خاتمة هذه اللقاءات الأدبية كان الموعد مع الأديب الناشئ إبراهيم بن خضير بكلي من الجزائر الذي أتحف الحضور بمداخلة اتسمت بالاعتراف و الشكر للأطراف التي شجعته على الكتابة و كل من شجعه على الحضور في هذه الدورة المغاربية الأولى لهذا الملتقى من جمعية الطفولة السعيدة بالعطف إلى جمعية أحباء المكتبة والكتاب بسيدي بوزيد في شخص رئيسها بلقاسم بلحاج علي الذي قال إنه وفّى بوعده له بدعوته لحضور هذا الملتقى عندما حضر ملتقى الطفل و الكتاب بالعطف بالجزائر ...و في لغة لا نلمس فيها غرور الناشئة تكلم إبراهيم بكلي بفصاحة نادرة عن تجربته و قرأ عيّنة من إبداعه فأثار إعجاب الحضور وخاصة كبار الأدباء من ضيوف الملتقى فنهض البعض وكرمه بالقُبَلِ و بكلمات مشجِّعة وبتصفيق حار من الجمهور ....
·             و بعد نقاش هذه التجارب و إبداء الرأي حولها فسح المجال لورشة قراءات لنماذج من إبداعات الأطفال الحاضرين استمع لها الأدباء الضيوف محمد عمار شعابنية و حفيظة قارة بيبان و سالم الاوجلي بكل إمعان و توجهوا إلى أصحابها ببعض النصائح و التوجيهات و التصويبات حول تقنيات و أساليب الكتابة و قضاياها ...كما تمّ في هذه الجلسة عرض ملخص يعرّف بالجمعية الضيفة وأهم أنشطتها وأهدافها "جمعية الطفولة السعيدة "عبر الشاشة الحائطية من طرف السيد سليمان بن أيوب أمينها العام .

·             و في جو مؤثر قامت كل من المربيتين الناشطتين في حقل الثقافة و الإبداع للطفل فتحية النصيري وآمال جمرشة قامتا بتكريم رئيس جمعية أحباء المكتبة و الكتاب السيد بلقاسم بلحاج علي اعترافا له ولجهده في خدمة الجمعية ومدّه يد المساعدة للمربيين و المدارس الابتدائية في إقامة أنشطة ثقافية ذات صلة بالناشئين من أبناء المدارس الابتدائية و منها استضافة كتّاب للأطفال ، و كذلك لكون رئيس الجمعية أحيل على شرف المهنة و سيسلِّم الجمعية لمن سينوبه لأنه سيغادر سيدي بوزيد ليعود إلى مسقط رأسه بكثير من رضاء الضمير لتفانيه في عمله و صدقه و وفائه لأصدقائه و لمبدعي الجهة و مثقفيهم و كذلك بكثير من حسرةِ مَن عرَفه و تعامل معه على مغادرته لهم ...نرجو له مزيدا من النجاح في إبداع رواية الحكاية الشفوية " الفداوي " و كذلك موفور الصحة و العافية ..

·         ومن الأشياء التي ميزت هذه الدورة المغاربية لملتقى أدب الطفل بسيدي بوزيد هو التفاف الأولياء والمربين حول أبنائهم المشاركين من مدينة سيدي بوزيد والجهات الأخرى في جو حميمي كله تشجيع وتفاؤل بمستقبل الكتابة للطفل و من الطفل و بمستقبل جمعية أحباء المكتبة و الكتاب و دورها التنموي لفئة الناشئين ثقافة و إبداعا و تربية ...و كذلك تعرَّف الأطفال عن قرب لكتّاب كانوا يقرؤون لهم فاتصلوا بهم مباشرة و تحدثوا إليهم و عرضوا عليهم تجاربهم و استمعوا إلى نصائحهم و توجيهاتهم ..

·            و اختتم هذا الملتقى في جو حميمي أثمر روحا من التفاؤل بين المبدعين من الأقطار المغاربية      و ضربا من العزم على تفعيل اللقاءات و الملتقيات و تبادل الزيارات و الحضور بين المبدعين لمزيد من التواصل و خدمة أدب الطفل و الناشئة لتربية ذوقهم و حسّهم و وجدانهم على القيم الإنسانية النبيلة .